بسم الله الرحمن الرحيم المتأمل لآي القرآن يدرك كيف انبهر به كل من سمعه يري كيف أسر القرآن قلوبهم و أرواحهم فالقرآن أدهش كل من سمعه من المخلوقات إنساً كان أم جناً مومناً كان أو كافراً حتى وإن لم يكن من الأحياء لكنه انبهر و اهتز لآيات القرآن،  إن هذا الانبهار و التأثر كان بسبب سحر القرآن و سطوته على النفوس والقلوب إن من أعظم المشاهد التي تروى لنا سطوة القرآن قولة تعالي".... إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً" اغمض عينيك لتتخيل ذلك المشهد فهذه الآية خير دليل على سطوة القرآن وعلوه على النفوس وليست هذه السطوة على الأحياء فحسب وإنما امتدت سطوته لتطول الجمادات كما تنبئنا الاية الكريمة "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله" إن للقرآن هيبة وبهاء عندما يلف الظلام الكون ويأتي الليل كما أن له بالنهار ولكن تتجلى بالليل حين تسكن الحركة ويرمي الليل بظلامه علينا يكون القرآن نوراً في خضم هذا الظلام كل المخلوقات تستشعر سكينة القرآن ونوره ليلاً حتى الملائكة تخرج من استتارها لتسمع كلام  الله في جوف الليل. نحن في هذا الزمان أحوج لِمعية القرآن إذ أن التدبر في آياته والتفكر فيها يقي شبابنا من الالتفات إلى الأفكار المسومة والالتفاف حول المناهج الضالة الملحدة لأن القرآن يبني في العقول فكراً سليماً وفي القلوب إيماناً صادقاً